الحل في قانون العيب بقلم: سلوي محمد علي
نفتح أعيننا علي كابوس أو أكثر يوميا حتي أننا أصبحنا نخاف أن ننام حتي لا نصحو من جديد ، و لا اريد هنا إسقاط علي حادثة دامية بعينها حتي لا تزيد الأمور تشويها و تعقيدا ..ولكن أتحدث هنا عن تحليل ما تم حصاده بعد ما تعودنا علي مشاهد القبح .. و استباحة الدم بشكل عشوائي و هذا تطرف ممنهج حتي نعتاد الفحش بكل أنواعه .
و لو قلنا من باب التوعية حتي لا تقع مرة أخري ، في أن نعلن بعضنا البعض عن حوادث بشعة تمت في مسرح الحياة أمام أعين الجميع أطرافها من الطبقات المختلفة دون أن تكون هناك زاوية إخراج لها ..و تكتب النهاية امام المارة دون إنتظار لحبكة الإخراج لوضع النهاية و يتخلل ذلك بلاهة و غموض من المتفرجين ، دون أن تغلي عروقهم ويهمون بتغيير المتوقع مهما كان أسوأ استشعارا بأنهم في مشهد سينمائي لا انساني مثلما كان يحدث في الماضى .
ماذا تربي لدي جيلنا و ماهو مخزونهم الأخلاقي أو التربوي من أن لو انت شهم و تهم في مساعدة يصيبك الاذي و تصل الشهامة الي ذروتها حتي الشهادة .
وهنا تحدث شيزوفرينا لدي أولي الأمر منا و ننصح اولادنا بالدخول في الحيط منعا للاحتكاك بذوي النفوس الضعيفة أو الاخلاق المنعدمة .
و لكن ...
عندما يأتي الدور و يصبح فلذات أكبادنا في نفس موقف الضحية .. ضحية لشاب متهور أو موقف غير سوي فرض عليه ..ماذا سيكون ردود أفعالنا .. المواقف و المبادئ لا يجب أن تتحول و تتجزأ من كوننا جاني أو مجني علينا .
علينا أن نبحث من جديد عن معني لمسميات تربينا عليها في علم الاخلاق و التربية و الدين وزرع قيم النخوة و الشهامة و الأصول و تفعيل قانون العيب و الحلال والبعد عن موبقات الحرام بكل أنواعها ..فهذا نتاج للمباح و المتاح بلا ضوابط تمنع و تعيد الاخلاق الي ماكانت عليها .
عندما نتمسك بالاخلاق و بالتربية و برجوع تطبيق قانون العيب ..وقتها سوف لا تتجزأ مبادئنا حسب الموقف .. وقتها سوف نطمئن الي ردود أفعال الآخرين تجاهنا .. وقتها سنتوقف عن الخوف عن ما سيفرزه المجتمع كله طالما تمسكنا جميعا بتطبيق منهجه وأصوله.
الحل سيأتي من داخلنا ليس من خارجنا ..كل في دائرة رعايته و رعيته ..في زرع بذرة الخير التي تتشعب و تتلاحم لتصل و ينعم بها الجميع .
نستطيع أن نفعل أسوار الأمن التي تؤسس بمعرفة الجهات الرقابية و القضائية و لكن الأمان نحن نصنعه بأنفسنا و بالقناعات التي نؤمن بها و نصدرها لجيل بعد جيل .
كاتبة المقال .. مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ .
تعليقات
إرسال تعليق