القائمة الرئيسية

الصفحات

م. خالد عمر يكتب: وزير البترول عصر جديد بلا هنبكة ولا تستر؟



يبدو أن شيئاً جوهريا يحدث في كواليس وزارة البترول والثروة المعدنية ليس مجرد تغيير في القيادات أو سياسات التوزيع بل تحول نوعي في منهج التفكير والإدارة. 

ففي سابقة نادرة وربما غير معهودة في بعض المؤسسات خرجت وزارة البترول لتعترف بوجود غش في البنزين بدلاً من دفنه تحت أكوام الإنكار أو تعليقه على شماعات  الشائعات الممنهجة


اللافت أن الاعتراف لم يتبعه تبرير أو محاولة للتهوين بل تبعه تحرك فعلي لتحويل الأمر إلى النيابة وفتح باب التحقيق في قضية تمس الشارع المصري يومياً 

هل هي رسالة بأن الشفافية أصبحت ضرورة لا خياراً؟


الأمر لم يتوقف عند البنزين بل تابعت الوزارة ما تلقته من شكاوى حول أنابيب الغاز والتي لطالما كانت بؤرة فساد صغيرة تُدار من الظل 

الجديد هنا أن الوزارة لم تتعامل مع الشكاوى كملف روتيني بل أحالتها مباشرة إلى الرقابة الإدارية أيضا في خطوة تعكس رغبة واضحة في اجتثاث الفساد من الجذور لا من الأطراف.


وفي خلفية هذه التحركات تجدر الإشارة إلى قرارات جريئة تم اتخاذها مؤخراً بإزاحة مراكز قوى كانت عصيّة على التغيير بعضهم ظل في موقعه لسنوات بفضل الولاءات والعلاقات لا الكفاءة واليوم تُرفع الحصانة غير الرسمية عن هؤلاء ويتم استبدالهم بعناصر أقرب إلى الكفاءة والنزاهة.


فهل نحن أمام عصر جديد في وزارة البترول؟

عصر لا يُدَار بـ ( الشو  ) الإعلامي ولا يعتمد على ( اللقطة ) بل يرتكز على مبدأ الشفافية أولاً والكفاءة دائماً؟


لماذا الآن؟

ثمة مؤشرات أن الدولة  وعلى مستويات متعددة بدأت تدفع في اتجاه التمكين الحقيقي للكفاءات وتصفية جيوب الفساد القديمة خصوصاً في القطاعات الحيوية ذات الأثر المباشر على المواطن مثل الطاقة والوقود ويبدو أن وزارة البترول قررت أن تواكب هذا التوجه لا أن تظل استثناءً.


الأهم من كل ذلك أن هذه التحولات لا تأتي بصخب بل بهدوء وثقة وبلغة الأفعال لا التصريحات.

لا كاميرات لا مشروعات وهمية لا بطولات درامية.


هل يدوم هذا النهج؟

الإجابة مرهونة بأمرين


اولا استمرارية القيادة الحالية في تمكين الشرفاء داخل الوزارة.


ثانيا قدرة الدولة على توفير الحماية السياسية لهذا التوجه الجريء في مواجهة قوى المصالح والنفوذ التي قد تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.


لكن حتى الآن الرؤية واعدة وإن كنا تعلمنا شيئاً في مصر فهو أن المؤسسات لا تتغير بالقرارات فقط بل بالإرادة.


المهم ان

وزير البترول يفتح نافذة جديدة في وزارة اعتادت إغلاق الأبواب

الاعتراف لا يعني الضعف بل القوة والمكاشفة ليست تهديداً للاستقرار بل ضمانة له

إنه درس في الإدارة لعل باقي الوزارات تراجعه جيداً.

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك