القائمة الرئيسية

الصفحات

ليلي طاهر تكتب : "خالد شوقي .. اسم جديد يُسجّل في سجل الشرف لقطاع البترول"



في زمن قلّت فيه القدوة، سطع اسم خالد محمد شوقي، ابن قرية مبارك بمركز بني عبيد، سائق شاحنة الوقود، ليعيد إلينا معنى التضحية في أبهى صوره. لم يكن نجمًا في الشاشات، ولا مسؤولًا كبيرًا، بل كان رجلًا بسيطًا، يحمل في قلبه حبًّا لوطنه وحرصًا على أرواح الناس يفوق الخيال.

في لحظة اشتعلت فيها النار، اشتعلت البطولة في عروقه.

بين صرخات الفزع ورائحة الوقود المحترق، قرر خالد أن يقف في وجه الكارثة. لم ينتظر فرق الإنقاذ، لم يبحث عن مخرج لنفسه، بل اتجه مباشرة نحو الموت ليمنعه من الوصول إلى المئات. قاد شاحنته المشتعلة بيدين محترقتين، ووجع لا يُحتمل، وأخرجها من محطة الوقود إلى الشارع، بعيدًا عن خزانات البنزين.

بجسده سدّ النار، وبروحه حمى المدينة.

رغم الحروق البالغة، لم يكن في ذهنه سوى الناس. نُقل إلى مستشفى الحروق، وظلّ في العناية المركزة يصارع الألم حتى ارتقى شهيدًا، تاركًا خلفه درسًا عظيمًا في الشجاعة والإيثار، ورسالة بليغة لكل من ظنّ أن البطولة تحتاج رتبة أو جاهًا.

الدولة تكرّم البطل.. ووزارة البترول تنحني احترامًا

سرعان ما بادرت وزارة العمل بتكريم أسرته، وقرر الوزير محمد جبران صرف 200 ألف جنيه دعمًا لهم، مؤكدًا أن ما فعله خالد "فداءٌ نادرٌ لا يُنسى". أما وزارة البترول، فقد نعته بكل الفخر، مشيدة ببطولته ومعتبرة أن اسمه دخل سجل الشرف بأحرف من نور.

وفي خطوة تؤكد تقدير المجتمع لتضحيات الشرفاء، أعلن رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان إطلاق اسم خالد محمد شوقي على أحد شوارع المدينة، تخليدًا لبطولته.

من بين الرماد.. خرجت حكاية إنسان لا يُنسى.

في حياة خالد، لم تكن هناك أضواء. كان يعيش كأب وأخ وزوج، يؤدي عمله في صمت. لكن في موته، صار ضوءًا يُنير طريقنا إلى المعنى الحقيقي للبطولة. ارتقى جسدًا، لكنه بقي في القلوب، شهيدًا للواجب، وبطلًا لا يُنسى.

رحم الله خالد شوقي، شهيد البترول.. شهيد الإنسانية.

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك