شيماء عزت تكتب: الظل الذى سبقنى بخطوة
كلما سرتُ في طريق، شعرت بأن هناك من يسبقني. لا أراه بوضوح، لكنه دائمًا هناك… يسبقني بخطوة، أو أكثر. ظننتُه خيالي في البداية، لكن الحقيقة أن ذلك الظل… لم يكن خيالًا، بل كان شيئًا أعمق
الظل الذي سبقني لم يكن مجرد انعكاسٍ لشخصي في ضوءٍ خافت. كان ذكرياتي القديمة، كل خطوة اتخذتها، كل قرار ندمت عليه، وكل لحظة تمنيت لو عشتها بطريقةٍ مختلفة
كان يذكرني دوما بأنني لست جديدة على هذه الأرض، أنها تراكمات من لحظات صغيرة، من وجوه مرت واختفت، من أحلام رسمتها وانطفأت
الظل الذي سبقني، هو أنا قبل أن أتغير
هو قلبي يوم كان أكثر صفاء، ودمعي يوم كان أغزر، وضحكتي التي لم تكن تخاف العالم
كان يسير أمامي ليخبرني: (لا تنسي من كنتِ)، لا تدفني كل شيء تحت اسم النضج
أحيانا أسرع الخطى لأتجاوزه… لكنه يسرع أيضا
أحيانا أتباطأ لعله يتوقف… لكنه لا ينتظرني
ظلٌ يُشبهني، ولا يشبهني
ربما هو الزمن، وربما هو الضمير، وربما أنا في مرآةٍ لا أنظر فيها كثيرًا
لكنني أعلم شيئًا واحدًا
ما دام هذا الظل يسبقني، فأنا لست ضائعة
ففي كل مرة أبحث فيها عن نفسي، أجد ذلك الظل… يقودني إلى حيث يجب أن أكون
تعليقات
إرسال تعليق