رؤساء الشركات.. أصحاب القرارات والأيادي المرتعشة
بقلم: المهندس سيد مصطفى
كم من رؤساء الشركات هم أصحاب قرار، وكم منهم أياديهم مرتعشة لا يجرؤون على اتخاذ القرار؟
سؤال جوهري يُطرح اليوم بإلحاح، لأن بيننا كثيرين جلسوا على مقاعد القيادة سنوات طويلة، ولكن ماذا بعد؟
كم قرارًا حاسمًا اتُخذ؟ وكم مشروعًا تمت إدارته أو الإشراف عليه؟ كم منها كان ناجحًا، وكم منها انتهى إلى الفشل أو التعثر؟
ستجد أن القاسم المشترك بينهم هو التردد، وبطء الإجراءات، والخوف من خوض التحديات الكبرى خشية الوقوع تحت ضغط أو محاسبة، وكأن الهدف هو البقاء في المنصب لا أكثر.
فهؤلاء لا يريدون سوى أن يُقال عنهم “رئيس مجلس إدارة”، دون أن تكون لهم بصمة حقيقية في تطوير شركاتهم أو دعم اقتصاد الدولة.
تجدهم يجنون الامتيازات والمكافآت، بينما تتراجع الشركات التي يقودونها عامًا بعد عام، حتى أصبحت بعض المؤسسات بلا روح أو رؤية، وخرج قادتها دون حساب أو عقاب.
بل إن بعضهم ما زال في موقعه، يُمارس ذات التردد، ويمدّد حالة الشلل الإداري داخل شركته، لأن اليد المرتعشة لا يمكن أن تبني وطنًا ولا أن تنهض بمؤسسة.
ولذلك، كان لافتًا ما قام به السيد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، منذ توليه المسؤولية؛ إذ فطن سريعًا إلى مكامن الخلل في منظومة اختيار القيادات، ليس فقط على مستوى رؤساء الشركات، بل في مستويات إدارية متعددة.
وقد بادر الوزير بوضع أسس ومبادئ واضحة لاختيار القيادات، لتكون نواة حقيقية لتجديد الدماء وضخ الكفاءات في مواقع المسؤولية.
من هنا، بات من الضروري على كل رئيس شركة أن يتحلى بالشجاعة في اتخاذ القرار، وأن يكون صاحب رؤية وإرادة لحل المشكلات لا لتأجيلها، واضعًا نصب عينيه مصلحة شركته والدولة، مستلهمًا من قيادة الوزير الكريم بدوي مثالًا وقدوة في العمل الجاد والتغيير الحقيقي.
تعليقات
إرسال تعليق