احتراق شاحنات نقل المواد البترولية خطر متكرر يهدد الأرواح والممتلكات والبيئة
احتراق شاحنات نقل المواد البترولية خطر متكرر يهدد الأرواح والممتلكات والبيئة ..
تشهد مصر تكرار حوادث احتراق شاحنات نقل المواد البترولية التي لا تهدد فقط أرواح السائقين والمارة بل تشكل كارثة بيئية واقتصادية ضخمة يصعب احتواؤها بسرعة.
خلال الايام والسنوات الأخيرة .. تصدرت الأخبار عشرات الحوادث المؤلمة لشاحنات وقود اشتعلت فيها النيران بعد اصطدامات أو انقلاب أو خلل فني أثناء الشحن أو التفريغ ما أسفر عن وفيات وإصابات خطيرة .. بالإضافة إلى إغلاق الطرق وتعطيل الحركة المرورية لساعات وربما أيام .
وتعود أسباب هذه الحوادث إلى عدة عوامل أبرزها السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقواعد المرور خلل في أنظمة الفرامل أو التسرب من صهاريج الوقود
وعدم صيانة الشاحنات بشكل دوري.
علاوة علي ضعف التأهيل والتدريب للسائقين على التعامل مع الظروف الطارئة.
لا يقتصر أثر هذه الحوادث على الجانب الإنساني والاقتصادي فقط .. بل تمتد تبعاتها إلى البيئة .. حيث يؤدي احتراق الوقود إلى إطلاق غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وأكسيدات النيتروجين فضلًا عن احتمالية تلوث البيئة المحيطة بالكامل نتيجة تسرب المواد البترولية.
ويؤكد خبراء البيئة أن كل حادث احتراق يمثل “قنبلة موقوتة بيئية” إذا لم يتم احتواؤها بالسرعة والوسائل المناسبة، وهو ما يتطلب جهوزية تامة من فرق الدفاع المدني والطوارئ البيئية.
الفحص الفني والسلامة أولاً هي اولي الحلول المقترحة
في ظل تكرار هذه الكوارث
حيث ضرورة وضع إجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة شاحنات الوقود من أبرزها
فرض فحوصات دورية إلزامية على الشاحنات وصهاريج الوقود من جهات حكومية معتمدة كمعهد بحوث البترول المصري حيث يمتلك أكبر وحدة لفحص وإصدار شهادات الصلاحية لناقلات المواد البترولية مجهزة بأحدث الاجهزة التكنولوجية اللازمة للفحص . وتركيب أنظمة أمان متقدمة في الشاحنات مثل حساسات التسرب وأجهزة الإطفاء التلقائي.
علاوة علي تطوير برامج تدريبية شاملة للسائقين و تخصيص طرق ومسارات آمنة لنقل المواد البترولية بعيدًا عن المناطق السكنية.
وأخيرا إن استمرار احتراق شاحنات الوقود دون اتخاذ خطوات فعلية للحد منه يشكل تهديدًا حقيقيًا على السلامة العامة والبيئة. وتبقى المسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية وشركات النقل وسائقي الشاحنات لضمان عدم تكرار هذه المشاهد المفجعة
تعليقات
إرسال تعليق