"الهجرة مش بس قصة.. الهجرة قرار"

كتب: أحمد شادي

كل سنة بنحتفل ببداية سنة هجرية جديدة، وبنفتكر إن الهجرة كانت مجرد مشهد من سيرة النبي ﷺ، لما خرج من مكة للمدينة. بس الحقيقة إن الهجرة دي مش حكاية قديمة، دي فكرة لسه عايشة جوانا، وكل يوم في حياتنا بيكون قدّامنا هجرة جديدة… بس مش الكل بياخد القرار.

الهجرة كانت بداية جديدة… بداية لبناء دولة، وبناء إنسان. والنهارده، في عالم الموارد البشرية، مفيش شركة محترمة إلا وبتبدأ كل سنة بخطة، ومراجعة، وتطوير. والإنسان كمان لازم يشتغل على نفسه بنفس الأسلوب.

الهجرة مش مجرد انتقال من مكان لمكان، الهجرة الحقيقية هي إنك تسيب اللي بيشدّك وراك، وتروح ناحية اللي بيرفعك لقدّام. تهاجر من العشوائية للتنظيم، من التبرير للتطوير، من الدوران في نفس المكان... للانطلاق ناحية هدف.

في شغلك، الهجرة إنك متبقاش موظف سايب اليوم يعدي، تبقى عنصر فعّال... بتعلّم، وبتتعلّم.

في حياتك، الهجرة إنك تخلع من حواليك أي حاجة بتستهلك طاقتك ومابتضيفلكش قيمة.

في دماغك، الهجرة إنك تبطّل جلد ذات، وتبدأ تشوف في نفسك مشروع يستاهل التطوير.

كل سنة جديدة هي امتحان، مش احتفال.

كل سنة جديدة هي صفحة بيضا، بس محدش هيكتب فيها غيرك.

واللي ما بيتغيّرش.. بيتكرّر، وممكن يختفي في الزحمة.

الهجرة كانت لحظة شجاعة… قرار اتاخد في وقت صعب، بس غيّر مجرى التاريخ.

وإنت كمان تقدر تغير مجرى حياتك... لو خدت القرار.