الاستقالة الصامتة.. بقلم: شيماء عزت
الاستقالة الصامتة… مش معناها إنك مشيت من الشغل، معناها إن شغفك هو اللي مشي بتوصل للحالة دي لما تحس إن تعبك مش بيتقدر، أو إن الظلم والضغط بقى أكبر من طاقتك.
تبدأ تشتغل بأقل مجهود، من غير روح، تؤدي المطلوب والسلام… مش لأنك مهمل او معندكش ضمير، لكن لأنك مستنزف، محبط، ومش لاقي مخرج واضح أو دعم حقيقي.
بتصحى كل يوم الصبح على نفس السؤال: "هو أنا لسه هنا ليه؟" بس عشان مفيش إجابة ، بتحاول تتجاهله عشان المسئوليات اللي عليك، أو الخوف من أي خطوة ممكن تضيعك، أو حتى الأمل اللي لسه متعلق بان ممكن حاجة تتغير.
العلامات بتبدأ بسيطة… تبطل تبادر، معدتش بتشارك في الاجتماعات، تبقى ساكت أكتر، بترجع من الشغل مرهق حتى لو ماعملتش حاجة تقيلة، ودايمًا حاسس إنك مطفي و ملكش نفس لاي حاجه. يا دوب يتزق اليوم عشان يعدي.
و لأسباب للحالة دي مختلفة: يمكن تجاهل مديرك او ظلمه ليك، أو انك متورط في بيئة عمل سامة، أو شعور مزمن بعدم التقدير.
ولما تستمر الحالة دي بدون حل ، بيبدأ يحصل الأسوأ
طاقتك النفسية بتقل
ثقتك في نفسك بتتهز
علاقتك بالشغل، وزمايلك، وحتى بنفسك، بتتغير
وفجأة تلاقي نفسك مش بس بتكره الشغل… لكن بتلف حوالين روحك بدون ما تاخد اي خطوة غير انك مضغوط و كاتم جواك و مكمل عشان مكره و مضطر تكمل.
الاستقالة الصامتة هنا… بالنسبة للبعض بتكون رد فعل طبيعي للضغط المستمر بدون تقدير.
بس هل هي الحل؟ وهل في بديل يخليني أسترجع شغفي او على الاقل اكون عارف انا عايز ايه و ايه الخطوة الي جاية ؟
طيب نعمل إيه لو اكتشفنا إننا فعلاً في حالة استقالة صامتة؟
مش لازم نفضل في الدايرة دي… في حلول ممكن تبدأ بيها، حتى بخطوة بسيطة
قيّم وضعك بصدق: هل المشكلة في المكان؟ الأشخاص؟ ولا فيك إنت؟
حط حدود واضحة تحميك من الاستنزاف المستمر.
اتكلم… أوقات الكلام مع مديرك أو شخص تثق فيه يفتح باب لتغيير حقيقي او يساعدك على التفريغ العاطفي و النفسي بدلا من الكبت و الضغط النفسي الي مسيطر عليك.
غيّر روتينك، ولو بحاجات بسيطة تحرك طاقتك.
فكّر في خطة بديلة، وأبدا اشتغل على تنفيذها ، حتى لو مش هتنفذها فورًا.
واهتم بنفسك… لأن صحتك النفسية والذهنية مش رفاهية دي إعادة شحن لطاقتك عشان تعرف تكمل.
وهنا ييجي دور الذكاء العاطفي
القدرة على فهم مشاعرك، والتعبير عنها، والتعامل مع ضغوطك بشكل صحي — دي مش مهارة كمالية، دي طوق نجاة وسط كل الفوضى.
تعليقات
إرسال تعليق