بين شهداء ضحوا وأحياء ينتظرون تطبيق علاوة الدولة
في وطن لا يتردد أبناؤه عن تقديم أرواحهم فداءً له، تظل قصص الشهداء شاهدة على أن هناك من قدّم كل ما يملك من أجل رفعة هذا الوطن وسلامته. جميعهم قدموا أرواحهم، وتركوا وراءهم زملاء ما زالوا يؤدون أدوارهم في صمت، على أمل أن تُقابل تضحياتهم بالتقدير والعدل.
لكن الواقع أحيانًا يُحدث صدمة. فحين تُقر الدولة علاوات دورية لتحسين مستوى معيشة الموظفين والعاملين، نجد أن تطبيق هذه العلاوات لا يتم على الجميع بنفس العدالة أو الشفافية. البعض يحصل على العلاوة كاملة، بينما يُحرم منها آخرون، أو تُطبق عليهم بنسب غير منصفة، رغم أنهم يعملون في نفس المناخ الاقتصادي، ويواجهون نفس التحديات المعيشية.
العلاوة... حق لا يُنتظر
العلاوة الدورية أو الاستثنائية ليست منّة من أحد، بل هي حق أصيل يكفله الدستور والقانون، وهي في جوهرها اعتراف رسمي بأن الأسعار ترتفع، وتكاليف الحياة تزداد، ويجب أن يتم دعم العاملين، خاصة في ظل أزمات اقتصادية عالمية تلقي بظلالها على الجميع.
غير أن العاملين في قطاع البترول المشترك ، ما زالوا يعانون من تأخر أو تجزئة تطبيق هذه العلاوات، تحت مبررات إدارية أو لوائح داخلية قد لا تتماشى مع روح القانون ومبادئ العدالة الاجتماعية.
رسالة من الأحياء: نحن لم نبخل بجهد... فلا تبخلوا علينا بحق
الذين ما زالوا على قيد العمل في مواقع الإنتاج والخدمة لا يقلّون ولاءً أو تفانيًا عن زملائهم الذين رحلوا. هم أيضًا جنود في مواقعهم، يحمون الاقتصاد، ويديرون المرافق، ويضمنون استمرار عجلة الدولة. فهل يُعقل أن يُحرم هؤلاء من حق بسيط كالعلاوة المقررة؟!
ختامًا...
ما بين دماء سُفكت في سبيل الوطن، وأصوات خافتة تطالب بالعدل، يجب أن نتذكر أن تكريم الشهداء لا يكتمل إلا بإنصاف من ظلوا يعملون. فالوطن لا يبنى بالتضحيات فقط، بل بالعدل أيضًا. والعدل يبدأ من الالتزام الكامل بتطبيق حقوق العاملين، وعلى رأسها علاوة الدولة التي طال انتظارها للعاملين بشركات قطاع البترول المصري
بقلم ...حسام يسري محمد .
رئيس اللجنة النقابية.
بشركة بترول خليج السويس- جابكو .
تعليقات
إرسال تعليق