أحيانًا، لا نحتاج إلى صوت حتى نشعر بشيء عميق
يكفي أن نجلس في مكان هادئ، أن ننظر حولنا، وأن نسمع بصمت
في بيتنا القديم، كنتُ أشعر أن الجدران تتكلم
لم تكن تنطق بكلمات، لكنّها كانت تهمس
بصوتٍ لا يُسمع، لكنه يصل إلى القلب
كل جدار كان يحمل ذكرى
هذا الجدار كان أبى يضع عليه صورنا،
وذاك الجدار كنتُ أكتب عليه أحلامي الصغيرة،
والجدار القريب من المطبخ… كانت الضحكات تتسلّق عليه كل مساء
مرّ الوقت، وغادرنا ذلك البيت
لكنني كلما زرته، شعرت أن الجدران تهمس لي من جديد
تسألني:
كبرتِ؟
ما زلتِ تتذكرينى؟
هل ضحكتِ اليوم كما كنتِ تفعلين هنا؟
الجدران لا تنسى
هي تحفظ كل لحظة عشناها،
كل دمعة خبّأناها،
وكل ضحكة ملأت المكان يومًا
حين تهمس الجدران، لا تُخيفنا بل تُشعرنا أننا ما زلنا ننتمي
أن هناك أماكن لا تموت، لأنها عاشت معنا بصدق وحنين
فإذا عدتَ إلى مكان قديم،
لا تتعجب من ذلك الشعور الغريب في قلبك
إنها الجدران… تهمس لك بهدوء
"أنت لست وحدك
تعليقات
إرسال تعليق