م. الكحلاوي النجار يكتب: العمالة المؤقتة.. جهد وفير ينتظر منا التقدير
في قلب الصحراء الممتدة، حيث تتعانق الأرض مع لهب المشاعل، يقف رجال بسطاء بوجوه أنهكها العرق وأجساد أنهكتها الساعات الطويلة. هؤلاء هم العمالة المؤقتة بحقول البترول… الجنود المجهولون الذين يحملون على أكتافهم صخرة الإنتاج، ومع ذلك يعيشون على هامش الحقوق.
يتقاضون مرتبات متدنية لا تكفي قوت يومهم، بينما من يُمسكون بالمعدات ويواجهون المخاطر هم أنفسهم من يتجرعون مرارة التهميش، وكأن البترول الذي يخرج من تحت الأرض لا يشفع لهم.
يا معالي وزير البترول،
إنهم ليسوا أرقامًا في سجلات مؤقتة، بل أرواح تعمل، وأيادٍ تنزف، وقلوب تحلم بالعدل. هؤلاء يستحقون أن يُنظر إليهم بعين المساواة فهم وقود الصناعة وبدونهم تتوقف العجلات عن الدوران.
إنها ليست قضية رواتب فقط، بل قضية تقدير. فمن غير المقبول أن يبقى من يحفر وينتج من عمق الأرض ويقف تحت لهيب الشمس رهينة لعقد مؤقت أو أجر زهيد.
معالي الوزير، نحن نعلم مدى حرصكم على العدل والتفاني في العمل. لذا نرفع إليك هذا النداء: أنصفوا هؤلاء قبل أن يُطفئ الإحباط جذوة عطائهم، واجعلوا من قطاع البترول نموذجًا للعدالة. فالوطن يُبنى بأمثال هؤلاء الرجال الذين لا يُرى جهدهم إلا في الإنتاج، ولا يُشكر إلا في صمت الظل.
تعليقات
إرسال تعليق