من جولدا مائير إلى آبي أحمد.. التاريخ يعيد نفسه.. بقلم : م . الكحلاوي النجار
في السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، دوّت المدافع على ضفاف القناة، معلنة عبورًا صنعه أبطال مصر بقيادة السادات، وهزيمة أسطورة جولدا مائير. كان يومًا صنعت فيه مصر معجزة غيرت موازين المنطقة، وأجبرت جولدا على البكاء في الكنيست وهي تعترف بالهزيمة.
واليوم، وبعد نصف قرن، يعود التاريخ بثوب آخر. لم تعد جولدا مائير على المسرح، بل ظهر آبي أحمد، متوهّمًا أن سد النهضة سيكون سلاحه ضد مصر. خطط أن يصنع فيضانًا يجتاح أرض الكنانة، ليُرهب شعبها ويكسر إرادتها. لكنه نسي أن لمصر قادة يعرفون كيف يقرأون المستقبل قبل أن يُكتب.
عبد الفتاح السيسي، كما فعل السادات من قبل، لم ينتظر حتى تُفرض عليه المعركة. درس، خطط، أعدّ، وأدار معركة المياه كما أدار السادات معركة السلاح. وعندما جاءت ساعة الحقيقة، انقلب السحر على الساحر: فيضانات أغرقت إثيوبيا والسودان، بينما بقيت مصر آمنة، واديها يجري مطمئنًا تحت عين قيادتها.
إنها رسالة للتاريخ:
من جولدا التي انهارت تحت وقع العبور، إلى آبي أحمد الذي غرق في أحلامه، يظل الدرس واحدًا لا يتغير: مصر تعرف متى تصمت… ومتى تضرب. ومصر إن وُضعت في الميزان ترجّح كفة الزمان.
فلتعلموا أن مصر لا تُباع ولا تُشترى،
من يعاديها اليوم… غدًا يُبتلى.
من جولدا بالأمس إلى آبي الآن،
النيل لمصر… وسيبقى للأبد عنوان
تعليقات
إرسال تعليق