القائمة الرئيسية

الصفحات

الصفعة التي أيقظت الضمير.. بقلم أحمد شادي



لم تكن الحادثة مجرد مشهد عابر في شارع مزدحم، بل كانت صفعة في وجه ضمير غافل، أيقظت بداخلنا سؤالًا مؤلمًا: إلى أين وصلنا؟

رجل مسن يُهان أمام أعين الناس، في بلدٍ كانت وقفتها الأولى احترام الكبير وتقدير العمر والخبرة، في وطنٍ علّم الدنيا معنى الأصول والمروءة والرجولة، كيف وصل بنا الحال إلى أن نصمت أمام مشهدٍ كهذا؟


زمان، لما الكبير كان يتكلم، الكل ينصت، ولما يدخل مجلس، الكل يقوم له احترامًا.

كانت الأخلاق مش مادة نذاكرها في المدرسة، كانت أسلوب حياة، تُعلَّم في البيوت وتُمارَس في الشوارع.

اليوم، تغيرت المعاني، وأصبح الاحترام ضعفًا، والمروءة سذاجة، وكأن القيم تراجعت أمام شاشات الهواتف التي تُصوّر بدل ما تتدخل.


حادثة صفعة الرجل المسن لم تُهِن شخصًا بعينه، بل أهانت كل من صمت، وأوجعت ضمير كل مصري يعرف أن الأصل مش كلمة… الأصل موقف.

الصفعة لم تكن على وجه رجل عجوز فقط، بل على وجه كل قيمنا التي نُسيَت وسط زحام المظاهر والماديات.


يا شباب مصر،

ارجعوا لأصل الحكاية… احترموا الكبير، وساعدوا الضعيف، وافتكروا إن الرجولة مش في القوة، بل في الرحمة.

مش عيب إنك تكون مؤدب، العيب إنك تفقد إنسانيتك.

خلي عندك مبدأ، حتى لو العالم كله تغيّر حواليك، لأن الأصول مش موضة، والأخلاق مش خيار… دي هوية شعب.


ويا شعب مصر،

خلّي الحادثة دي تكون بداية صحوة، مش مجرد غضب لحظي.

البلد دي اتبنت على الاحترام، وعلى كلمة “اتفضل يا حاج” و“ربنا يباركلك يا عمّي”.

احنا محتاجين نرجّع الدفء اللي ضاع من قلوبنا، ونفكر بعض إن اللي ملوش كبير… ملوش ضمير.


بقلم: أحمد شادي

تعليقات

أسس شركتك في الإمارات.. إقامة مجانية مع رخصة تجارية في الإمارات.. تعرف على التفاصيل وابدأ مشروعك