U3F1ZWV6ZTEzNjM0ODAyMTA5OTkwX0ZyZWU4NjAyMDEyMTgzODkw

المهندس كريم بدوي: قيادة تلامس الجوهر وتبني المستقبل


بقلم: د. عاصم صلاح الدين

في قلب صناعة البترول المصرية، يقف نموذج قيادي فريد يجمع بين عمق الخبرة وروح الابتكار. إنه المهندس كريم بدوي، وزير البترول الذي لم يأتِ إلى منصبه بوصفة جاهزة، بل بحكمة تراكمت على مدى سنوات طويلة من العمل الميداني وممارسة الإدارة على مستوى شركات دولية. هذه الخبرة الواسعة، الممزوجة بالاطلاع العالمي، منحته رؤية تمكنه من تحويل الخبرة العملية إلى قيادة ملهمة، والرؤية الاستراتيجية إلى خطوات تنفيذية ملموسة.


القيادة التي تنبض بالواقع


ما يميز قيادة المهندس بدوي هو اتصالها المباشر بقلب العمليات. فهو لا يكتفي بالتقارير والإحصائيات، بل يغوص بنفسه في تفاصيل التشغيل اليومية. زياراته الميدانية المفاجئة، وحواراته المباشرة مع المهندسين والفنيين، وملاحظاته الدقيقة تجعل كل قرار يتخذ ينبض بالواقع ويلبي الاحتياجات الحقيقية للقطاع.

 هذا النهج يحول كل تقرير إلى أداة عمل حقيقية، وكل اجتماع إلى فرصة لفهم التحديات على الأرض.


استثمار يبني مستقبلاً


يرى المهندس بدوي في الكوادر الشابة كنز القطاع الحقيقي. تحت قيادته، أصبحت برامج تطوير المواهب واستقطاب الخبرات أولوية استراتيجية. الأهم من ذلك هو الثقة التي يمنحها للقدرات الشابة، والمساحة التي يخلقها للإبداع، والصلاحيات التي يفوضها لصناع القرار في الميدان.


وتشهد العديد من القصص على أرض الواقع كيف أن اقتراحات الموظفين الشباب تجد آذاناً صاغية وتنزل حيز التنفيذ، مما يعزز لديهم الشعور بأنهم شركاء حقيقيون في صناعة القرار وقيادة التحول.


ثقافة السلامة: من الشكل إلى الجوهر


تحت قيادته، تحولت السلامة من مجرد لوائح وإجراءات إلى ثقافة حية تمثل جزءاً لا يتجزأ من كل عملية تشغيلية. أصبح كل مدير شريكاً في تحقيق أهداف السلامة، وكل موظف حارساً لها.


ويظهر التطبيق العملي لنظام المراجعة الاستباقية كيف تحول التعامل مع المخاطر من رد الفعل إلى الاستباق، ومن العلاج إلى الوقاية، في خطوة نوعية عززت من مؤشرات السلامة وجعلت البيئة التشغيلية أكثر أماناً واستدامة.


اتصال لا يعرف الانقطاع


في نموذج القيادة الذي يطبقه المهندس بدوي، الاتصال ليس حدثاً دورياً، بل عملية مستمرة. الاجتماعات القصيرة المركزة، القنوات المباشرة للتواصل، وتبسيط اللغة الاستراتيجية - كلها خلقت جسراً متيناً بين الرؤية العليا والتنفيذ على الأرض.


ومن خلال مبادرات التواصل المبتكرة، أصبح بوسع أي موظف من أي مستوى طرح أفكاره ومقترحاته مباشرة، مما أفرز عشرات المبادرات التحسينية التي ساهمت في رفع كفاءة الأداء وتعزيز روح الابتكار.


إرث من التميز


تشهد المؤشرات على تقدم ملحوظ في كفاءة المشروعات، وازدهار غير مسبوق في مبادرات الابتكار، وارتفاع في معدلات الاحتفاظ بالكوادر المتميزة، وتطور كبير في مؤشرات السلامة.


هذه النتائج لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة فلسفة قيادية تضع الإنسان في القلب، والواقع كمرجع، والمستقبل كهدف. تحت قيادة المهندس كريم بدوي، أصبح قطاع البترول المصري نموذجاً يُدرس في الجمع بين الأصالة والحداثة، والجذور العميقة والأفق الواسع.


والحق الحق أقول لكم إن قيادة المهندس كريم بدوي ليست مجرد إدارة، بل فلسفة قيادية متكاملة. تجمع بين الخبرة الدولية والواقعية المحلية، وتضع الإنسان في القلب، وتبني بيئة عمل آمنة، مبتكرة، ومستدامة، لتضمن استمرار قطاع البترول المصري على طريق التميز والريادة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق







الاسمبريد إلكترونيرسالة