U3F1ZWV6ZTEzNjM0ODAyMTA5OTkwX0ZyZWU4NjAyMDEyMTgzODkw
شيماء محمد تكتب: وجبة العام الجديد.
في آخر ليلة في السنة…
الغابة اتزيّنت…
مش لأنها اتغيّرت…
لكن لأنها على الحلم اتعوّدت…
حتى وهي عارفة إن الحلم بيتعاد…
والنهاية محفوظة…
الساحة اتملت…
كل حيوان داخل…
شايل طبعه…
ولابس أمنيته…
والأسد وقف في النص مبتسم وبيهندم لحيته…
صوته سابق خطوته……
وقال بزئير واثق…
الليلة دي ليلة أماني…
وكل واحد فيكم يتمنى…
أمنيته عليّا…
القرد قفز وقال…
أمنيتي ضحك من غير حساب…
ولعب من غير عقاب…
وأفضل أضحك في الزحمة…
حتى لو الضحك غطّى الخراب…
الحمار تقدّم وقال…
أمنيتي أشيل وأسكت…
وأتعب وما أشتكيش…
وأكمّل الطريق محنيّ…
حتى لو الحمل كسر الضهر…
بس المهم افضل أعيش..
الطاووس لف بريشه وقال…
أمنيتي إعجاب ما يخلصش…
ونظرة حقد ليا وما تتوقفش…
وتصفيق يعلى من غير سبب…
حتى لو الجوّه ما يستاهلش…
الثعلب ابتسم وقال…
أمنيتي لفّ محسوب…
ومكر ميكونش مغلوب…
أكسب كل جولة… وده حقى ما انت يا اسد علينا المولى ..
…
الذئب رفع راسه وقال…
أمنيتي جوع يشبع…
وصيد ما يهربش…
وعين ما تشوفش الدم…
ولا تحاسبنى وكده براحتى ومشلش الهم ..
الغزال قرب بخطوة مرتعشة وقال…
أمنيتي أمان…
خطوة من غير خوف…
ونَفَس من غير فزع…
ونسي إن الأمان في الغابة…
عمره ما كان أمنية ولا وعد…
الأرنب همس وقال…
أمنيتي أعدّي…
مش أكسب…
بس أعيش…
وأجرى على جحرى الدافى ..ومنه اتفرج واسكت على اللى بيحصل ومشتكيش..
البومة بصّت عليهم وقالت…
أمنيتي يفهموا…
إن الغابة ما بتتغيرش…
وإن الليلة دي مش عيد… دى نهاية ومبتهزرش..
سكتوا…
وبصّوا للأسد…
وقالوا في نفس واحد…
وأنت بقى…
أمنيتك إيه…؟
ضحك الأسد…
ضحكة كسرت الهوا…
وقال…
أمنيتي أحقق أمانيكم…
وما أخليش السنة الجاية…
متعبة ليكم…..
وفي ثانية…
مش دقيقة…
مش إنذار…
مخلب…
زئير…
وقوع…
وسكات…
الأحلام اتقطعت…
والساحة اتفرغت…
واللي فهم…
جرى بحياته…
واللي صدّق…
كان أول الوجبة…
البومة فردت جناحها…
وقبل ما تطير…
قالت…
ما بيتعلّموش…
وفي الفخ دايمًا بيقعوا…
ومع كل سنة يتحذّروا…
وبرضه ما يتحذروش…
ومن يومها والغابة بتحتفل…
بنفس الزينة…
ونفس الأغاني…
ونفس الأماني…
والدم هو هو…
والحكاية هي هي…
لأن اللي ما بيتغيّرش…
ما ليهوش مستقبل…
وما يستاهلش أمل…
واللي يفضّل يحلم…
من غير ما يتغيّر…
يفضل دايمًا…
وجبة العام الجديد…
عام سعيد
إرسال تعليق