قهوتي مش كوفي.. كتبت د / سلوي محمد علي
تتزاحم الأخبار و تتسارع التنبؤات للظواهر الطبيعية بترقب بخوف وبحذر من حدوث تسونامي علي السواحل للبحر الأبيض المتوسط ..في إعتراض مقبول عما يحدث من مجون و عرئ و بذخ و تجميع لكل سلبيات و متناقضات الحياة في شريط ساحلي واحد في سباق محزن لتخريب مبادئنا السامية و زعزعة ثوابتنا الإيمانية بأن هذه هي الحياة التي يشد كل طرف الآخر في غفلة من عقاب الزمن المنتظر .
و تذكرت في زحمة هذه الصور الزائفة للحياة العصرية الجديدة .. لقاء العصاري للأسرة من الزمن الجميل في إحتساء أكواب من الشاي و معها قطع من الكيك الشهي التي تتباري به أمهاتنا أمام عائلتها لتجميع العائلة و تتسامر في شتي أمور الحياة بحنو و رفق وإحتواء ، و دعوة الاصدقاء والأقارب و لمه العيلة كل ليلة خميس لتسمع الطرب الأصيل وعادة كثير من السيدات تجميع بعضهن البعض لقضاء أمسية طيبة لدي إحداهن ويحتسين فنجانين من القهوة الشهية التي أخذت حقها في التسوية علي معدة صنعت خصيصا لذلك و تكون التسوية علي نار هادئة تسرح مع مراحل الغليان و تتجانس لتخرج بحرفية و بمهارة صانعة القهوة ، و تظل الذكريات و الحواديت المسلية تسرد في تناغم بمزاج رشف القهوة ويتكلمن و يضحكن و يقضين أحلي الأوقات .
تطفو المقارنة في ذهني الأن .. ماذا جنت و أنتجت تلك الأيام الخوالي؟! ...من أبناء شقوا طريق الحياة بشرف و أمانة و بشموخ و بأخلاق ، و ماذا تلوح به أيامنا الأن ؟! .. من جيل مشتت فقد بوصلته و إختلفت قدوته وضل طريقه و أصبح لايعرف أي طريق غير طريق الساحل الشرير المدمر لكل ما تربيناه عليه و غذي أفكارنا و مشاعرنا .
اجد أنه الأوان لكي نلملم أنفسنا و نتمسك بهويتنا العربية الشرقية عندما نبني مجتمعاتنا الجديدة الترفيهية و السياحية في رأس الحكمة ولنأخذ من حروف أسم المكان مغزي و مفهوم جديد ، و نصر أننا نفرض في كل الأزمنة و الأماكن الجديدة هويتنا الحقيقية و لغتنا العربية الجميلة أعظم لغات العالم لضخامة حروفها و مفرداتها وكلماتها و معانيها و مدلولاتها المختلفة ، آن الأوان أن ننفض غبار الفرنجة و نتخلص من عقدة الخواجة التي طالت للأسف أسهم المستقبل .
كاتبة المقال .. مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ .
تعليقات
إرسال تعليق