سماح فتحي تكتب: جريمة ضد الإنسانية ووصمة في جبين الضمير
في زمنٍ تزداد فيه التحديات الاقتصادية، وتشتدّ فيه قبضة البطالة، وتثقل كواهل الناس أعباء الحياة، يقف الضعفاء على حافة الهاوية، يمدّون أيديهم طلبًا لفرصة تنقذهم من براثن الحاجة. هناك، يظهر تجّار الظلام، بوجوهٍ مزيفة ووعودٍ براقة، يستغلون عوز الإنسان، ويخطفون منه أعز ما يملك: جسده. يبيعونه قطعةً قطعة، كأنّه سلعة في مزادٍ قذر، دون أن يرمش لهم جفن أو يتحرّك في قلوبهم ضمير.
إنّها جريمة عابرة لكل حدود الإنسانية، تقتل الإنسان مرتين: مرةً حينما تُدمّر جسده، ومرةً حينما تُهدر كرامته. إنها تجارة سوداء تدار في الخفاء، يقودها مافيا بلا رحمة، لا يعرفون إلا لغة المال الحرام، ولا يبالون بدموع أمٍ مفجوعة، أو صرخة أبٍ مكلوم، أو جسدٍ أنهكته الجراحة والخذلان.
كيف يُعقل أن يصبح الإنسان – الذي كرّمه الله – مجرد رقم في دفتر أرباح؟ كيف يُسمح أن تُستباح الأجساد وكأنها قطع غيار تُباع وتشترى؟! إنها جريمة تُدمّي القلوب قبل أن تُنهك الأجساد، وتشويه للضمير الإنساني قبل أن تكون انتهاكًا للقوانين.
ونحن إذ نندّد بهذا الفعل الشنيع، نعلنها صرخة مدوّية: كل من شارك في هذه الجريمة خائن للإنسانية قبل أن يكون مجرمًا أمام القانون. فليعلموا أنّهم لن يفلتوا من يد العدالة، وأنّ ساعة الحساب قادمة لا محالة.
إننا نثق ثقةً راسخة في حكومة بلادنا، وفي يقظة مؤسساتها الأمنية والقضائية، التي أثبتت على مرّ السنين أنّها بالمرصاد لكل خائن وغادر. وسينال هؤلاء جميعًا عقابًا رادعًا، ليكونوا عبرةً لغيرهم، وليدركوا أن مصر لا تسمح أبدًا أن تُباع كرامة أبنائها أو تُنتهك أجسادهم.
ولْتبقَ رسالتنا واضحة:
الأعضاء ليست تجارة، والإنسان ليس سلعة، والكرامة لا تُشترى ولا تُباع.
تعليقات
إرسال تعليق