U3F1ZWV6ZTEzNjM0ODAyMTA5OTkwX0ZyZWU4NjAyMDEyMTgzODkw
موقع كواليس البترول… حين يصنع الصدقُ جمهورَه...!
بقلم د. عاصم صلاح الدين
في زمنٍ تتزاحم فيه الأخبار كأنها موجات متلاحقة لا تمنح القارئ فرصة لالتقاط أنفاسه، ويعلو فيه الصوت أكثر مما تتضح الحقيقة، يبرز موقع كواليس البترول كمساحة مختلفة… مساحة استثنائية تُصرّ على أن تحتفظ الصحافة بملامحها الأصلية:
أن تكون الكلمة مسؤولية، وأن يكون الخبر وفاءً للواقع لا صناعةً له.
منذ ظهوره أكتوبر من العام 2021، لم يقدّم الموقع نفسه بوصفه منصة صاخبة، ولا سعى إلى منافسة غيره بالضوضاء، بل اختار طريقًا يبدو بسيطًا… لكنه الأصعب:
طريق الصدق.
صدق المعلومة، وصدق المصدر، وصدق النبرة التحريرية التي لا تتورط في المبالغات ولا تركض خلف الشائعات.
ومع اتساع رقعة قطاع البترول في مصر—بشركاته، وحقوله، وقياداته، وعماله، ومشاريعه الممتدة من البحر إلى الصحراء—أصبح هذا النهج ضرورة.
فالموقع يتعامل مع قطاع لا يحتمل الخطأ، ولا يسمح بالارتباك، ولا يقبل الأخبار غير الموثقة.
لذلك اتّجه إلى تقديم تغطيات دقيقة لحركة القيادات، وتطوير المشروعات، والاكتشافات، والتحول الرقمي، والجهود اليومية التي تشكّل نبض هذا القطاع العملاق.
لماذا التفَّ الناس حول “كواليس البترول”؟
لم يتجاوز عدد متابعيه 240 ألفًا لأن عنوانًا صاخبًا أثارهم، أو لأن منشورًا عابرًا انتشر بالمصادفة.
بل لأن المنصة التزمت بما يهرب منه كثيرون:
أن تحترم عقل القارئ.
فلا مبالغة في صياغة، ولا تلاعب في معلومة، ولا ركض خلف سبقٍ على حساب الدقة.
خطٌّ تحريريٌّ هادئ، لكنه ثابت لا يتغير، مهما تغيّرت ظروف المشهد الإعلامي.
ووسط عشوائية المحتوى السريع في كثير من الأحيان بهدف الانتشار ، اكتشف المتابع أن الموقع يمنحه شيئًا نادرًا:
خبرًا نظيفًا، بلا ضجيج، بلا نبرة دعائية، بلا انحياز.
مهنية تُرى… ولا تحتاج إلى شرح
أحد أهم أسرار قوة الموقع هو وضوح مسافته المهنية.
لا علاقات شخصية تدفع خبرًا للأعلى،
ولا مجاملات تُزيّن تغطية،
ولا مصالح تتسلل إلى العناوين.
كل ما يصل إلى القارئ يمر أولًا عبر معيار واحد:
هل يستحق النشر؟
هذه البساطة—وهذه الصرامة—هي التي صنعت للموقع هيبته.
فمنصة لا تحابي أحدًا تستطيع أن تحظى بثقة الجميع.
قطاع البترول… قصة بشر قبل أن يكون أرقامًا
لا يرى “كواليس البترول” القطاع كبيانات رسمية ومشروعات فقط.
يراه كنسيج واسع من البشر:
مهندسون على المنصات، فنيون في غرف التشغيل، جيولوجيون في عمق الأرض، إداريون، قيادات، وعمال حملوا القطاع على أكتافهم عقودًا طويلة.
وهذه العدسة الإنسانية تعطي للخبر وزنًا مختلفًا.
فالمنصة لا تكتفي بذكر الإنجاز، بل تفهم اليد التي صنعت الإنجاز.
ولا تكتفي بنقل الحركة، بل تلتقط ما وراءها… وما قبلها… وما تعنيه.
هكذا صُنعت الثقة
الثقة لا تُشترى ولا تُفرض…
الثقة تُبنى بخبر صحيح ،
وبلغة تحترم القارئ لا تتعالى عليه.
وبمهنية لا تتغير بتغير الظروف.
ولهذا أصبح “كواليس البترول” جزءًا من يوم العاملين في القطاع.
من العامل في موقع الإنتاج الذي ينتظر تحديثًا صادقًا،
إلى المدير الذي يبحث عن معلومة موثوقة،
إلى القارئ العادي الذي يريد نافذة صادقة موضوعية على قطاع حيوي.
---
والحق الحق أقول لكم… كلمة لها صدى لا يهدأ:
“كواليس البترول” لم يعد مجرد موقع إخباري…
بل أصبح شاهدًا على أن الحقيقة—حتى بصوت منخفض—تستطيع أن تنتصر.
وأصبح دليلًا على أن المهنية، حين تُمارس بصدق، تفرض احترامها دون أن ترفع صوتها.
وأصبح مرآة صادقة لقطاعٍ يعمل في صمت… فتحدث عنه في صدق.
في عالم تتغير فيه الحقائق بسرعة،
وفي زمن تُصنع فيه الأخبار بيد من يكتبها لا بيد من يعيشها،
يبقى هذا الموقع شاهدًا على أن الصدق يصنع جمهورًا… والجمهور يصنع التاريخ.
وسيظل “كواليس البترول” كما عرفه الناس:
هادئًا… لكنه قوي.
رصينًا… لكنه قريب.
صادقًا… وهذه وحدها تكفي!
إرسال تعليق